السلامـ عليكمـ
من وصايا الإمام المهدي (ع) لشيعته ..
عافانا الله و اياكم من الفتن ، ووهب لنا و لكم روح اليقين، و اجارنا و اياكم من سوء المنقلب، إنه أنهى إلى ارتياب جماعه منكم في الدين ، و ما دخلهم من الشك و الحيرة في ولاة أمرهم ، فغمنا ذلك لكم لا لنا ، و ساءنا فيكم لا فينا ، لأن الله معنا فلا فاقه بنا إلى غيره، و الحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ، و نحن صنايع ربنا ،و الخلق بعد صنايعنا ... ولولا أن أمر الله لا يغلب ، وسره لا يظهر ولا يعلن ، لظهر لكم من حقنا ما تبهر منه عقولكم ، و يزيل شكوككم ، لكنه ما شاء الله كان ، و لكل أجل كتاب ، فاتقوا الله وسلموا لنا ، وردوا الأمر الينا ، فعلينا الإصدار كما كان منا الإيراد... ولولا ماعندنا من صلاحكم و رحمتكم، و الإشفاق عليكم ، لكنا عن مخاطبتكم في شغل .
و لو أن أشياعنا - وفقهم الله لطاعته- على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، و لتعجلت لهم السعاده بمشاهدتنا على حق المعرفه و صدقها منهم بنا . فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولانؤثره منهم. و الله المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل.
نحن وان كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب الذي أرانا الله تعالى لنا من الصلاح و لشيعتنا المؤمنين في ذلك ، ما دامت دوله الدنيا للفاسقين . فأنا نحيط علماً بأبنائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، و معرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً و نبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون إنا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللاواء، و اصطلمكم الأعداء . فأتقوا الله جل جلاله ... فليعمل كل أمرء منكم بما يقربه من محبتنا ، و يتجنب ما يدينه من كراهتنا و سخطنا فإن أمرنا بغته ، حين لا تنفعه توبه و لا ينجيه من عقابه ندم على حوبه.
وأما الحوادث الواقعه فارجعو فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ،و أنا حجه الله عليهم ... و أما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئاً فأكله فإنما يأكل النيران ... و أما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب و إني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم ، و أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم. عصمنا الله و إياكم من المهالك و الأسواء و العاهات كلها برحمته ، فإنه ولي ذلك و القادر على ما يشاء ، و كان لنا و لكم ولياً وحافظاً و السلام على جميع الأوصياء و الأولياء و المؤمنين و رحمه الله وبركاته و صلى الله على محمد النبي و آله وسلم تسليما.